على الرغم أن حزام الأمان قد أنقذ آلاف الأرواح من الحوادث لكنه لم يكن كافيا لحماية الأطفال بشكل خاص من هنا اكتشف الخبراء بمجال السيارات الوسادة الهوائية airbag والتى تعتبر وسادة ناعمة تنتفخ في حالة تصادم السيارة وهي رائعة وتتوفرة بالسيارات منذ سنوات، لكن دعنا عزيزي قائد السيارة نتعرف سويا على طريقة عمل الوسائد الهوائية في هذا المقال.
تعمل الوسادة الهوائية على تقليل سرعة الركاب ووصولها إلى صفر دون إحداث أي ضرر، ويرجع صعوبة الموقف لأن الحيز بين الركاب وبين مقود السيارة أو لوحة القيادة ليس كبير، لذلك فالمطلوب من الوسادة الهوائية التصرف في جزء من الثانية حتى لا يتوقف الركاب نتيجة اصطدامهم بأجزاء السيارة الداخلية بشكل مفاجئ.
تتمكن الوسائد الهوائية بالسيارة من إستشعار وقوع الحادث خلال فترة قصيرة جدا تتراوح من 1 وحتى 20 جزء من الثانية، ، كما أنها تحدد مدى شدة الحادث، وتحدد موقع المقعد المعرض للإصطدام، ويتم نفخ الحقيبة الهوائية والوصول بها إلى الحجم المناسب تلقائيا، وتستغرق الوسادة الهوائية جزء من الثانية لإنقاذ حياة الأشخاص.
جاءت فكرة الوسائد الهوائية لدى احد المهندسين بولاية بنسلفانيا أثناء قيادته السيارة، وقد حصل على اول براءة اختراع داخل الولايات المتحدة بشأن تصنيع الوسائد الهوائية، كما بدأت شركات السيارات تجريب الفكرة عام 1953، لكن التصاميم المبكرة كانت غير كافية بالشكل المطلوب، مع مرور الوقت ساعدت التحسينات شركات السيارات تبني فكرة الوسائد الهوائية، حيث وضعتها في الأماكن الأمامية والجانبية من السيارة، لذلك من الضروري طريقة عمل الوسائد الهوائية للمزيد من الحماية.
تم إعتماد الوسائد الهوائية بمختلف السيارات الجديدة بداية من عام 1999، ومن الجدير بالذكر أن الوسائد الهوائية ساعدت في إنقاذ أكثر من 50،000 شخص خلال الفترة من 1987 حتى 2016، حسب بيانات إدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
يعد كيس الهواء أو الوسادة الهوائية وسيلة أمان مكونة من كيس قماشي كبير يتعرض للنفخ بالهواء ويحمي الرأس والجزء العلوي من جسم قائد السيارة والركاب في حالة التصادم الأمامي الذي يدفع بجسم القائد والركاب للأمام داخل العربة عند حدوث اصطدام، فإن انتفاخ كيس الهواء في جزء من الثانية أثناء وقوع تصادم بحيث تصد الوسادة الهوائية اندفاع رأس القائد والراكب الأمامي في اتجاه تابلوه السيارة، مما يقلل أو يخفف الأضرار الجسدية التي تنتج عن ذلك الإصطدام، وسوف نتعرف سويا عزيزي قائد السيارة على طريقة عمل الوسائد الهوائية ، حتى تتعامل معها بشكل صحيح وتوفر لك المزيد من الحماية ولمن معك داخل السيارة.
طريقة عمل الوسائد الهوائية
• الكشف:حيث تحتوي الوسائد الهوائية على أجهزة استشعار متطورة، وفي حالة حدوث تصادم تحدد هل هو أمامي أم جانبي، هل التصادم خطير يستدعي فتح الوسائد الهوائية ام لا.
• الإتصالات:حيث توجد وحدة التحكم الإلكتروني داخل السيارة، والتي تحدد مكان التصادم تحديدا ومدى قوته، وبناءا على ذلك ترسل اشارة تنبية إلى الوسائد الهوائية لكي تنفخ ذاتيا بسرعة فائقة داخل كل وحدة كيس هوائي.
• الإشعال:تؤدي الإشارة إلى رد فعل فوري، عبارة عن مزيج كيميائي ينتج غاز غير ضار، مما يضخ الكيس بسرعات تصل إلى 200 ميل / الساعة.
• الإنكماش:حيث توجد بعض الثقوب الصغيرة التي تسمح للغاز بالتسريب، فإن الإنكماش الذي يتم بالوسادة يمتص طاقة الشخص المندفع إلى الأمام لكي تمنع اصطدامه بالتابلوه أو أي جزء من السيارة.
لا يقتصر وجود الوسائد الهوائية على عجلة القيادة فقط، فقد أصبحت متواجدة في عدة اماكن هامة بالسيارة، فقد اثبتت فاعليتها في انقاذ الارواح، وذلك ما دفع الشركات المصنعة للسيارات إلى استخدامها في عدة اماكن مختلفة مثل الستار الجانبي الذي يحمي الركاب من تحطم الزجاج بالإضافة للحماية من الإصطدام، والوسائد الجانبية والتي تمنع اصطدام الركاب بأبواب السيارة، كما تم تخصيص اماكن خاصة بالوسائد الهوائية لتوفير الحماية إلى مفاصل الركبة للسائق والراكب الأمامي، كما تم ادخال وسائد هوائية مركزية تعمل على حماية الركاب من بعضهم بعض، لمنع حدوث تصادم بين الركاب داخل السيارة، لذلك من الضروري طريقة عمل الوسائد الهوائية وأماكن تواجدها لتوفير المزيد من الحماية.
مرت صناعة السيارات بالعديد من مراحل التقدم التكنولوجي، فقد أصبح لا يتم تركيب الوسائد الهوائية بالسيارة دون عمل تجارب إختبار قبل إعتمادها، عبر استخدام الدمي في اختبارات للتصادم، فإن هذا الإختبار مهم جدا في تحديد وضع الوسائد الهوائية وأماكن تواجدها، واختبارها على مختلف السرعات و طريقة عمل الوسائد الهوائية وكيف تفتح وكيف تنكمش للوصول إلى افضل اختيار إلى الأكياس الهوائية.
ومن الجدير بالذكر أن أول دمية تم إستخدامها في هذا النوع من الإختبارات عرفت بإسم “سييرا سام” ، وذلك عام 1949، كانت عبارة عن دمية صناعية تشبه الإنسان من حيث الطول والشكل والجسم، وحاليا أصبحت الدمى أكثر تطورا ، حيث يتم تصنعيها من عدة خامات ويوضع لها مفاصل وبعض المعدات لكي تشبه الإنسان بشكل كبير، فإن الدمي الحديثة مصنوعة من 60 مادة مختلفة، لديها 30000 جزء وما يصل إلى 60 جهاز استشعار، وتصل تكلفة الدمية الواحدة إلى مليون دولار أمريكي بسبب ما تتمتع به من أجهزة استشعار نتيجة أهمية هذه الإختبارات في عالم صناعة السيارات.