شركات السيارات .. وعالم المستقبل
قوة 600 حصان .. سرعة قصوى 330 كم/س .. تسارع من الثبات إلى 100 كم/س في غضون 9ر4 ثانية فقط .. معدلات وقيم رنانة، ولكنها قد تكون قديمة على الأقل في معرض الإلكترونيات CES، الذي احتضنته مدينة لاس فيجاس مؤخرا، والذي اهتم في المقام الأول بالتقنيات، التي تخدم سهولة الاستخدام والربط الشبكي، ليس مع السيارات فحسب، وإنما مع كل ما هو رقمي.
وقالت هيلديجارد فورتمان رئيس قسم التسويق لدى شركة بي إم دبليو، إن متعة القيادة تتعلق بالتجهيزات أكثر من نظام الدفع بالسيارة في إشارة إلى قطعة العرض، التي لم تظهر بأي محرك؛ حيث كشفت الشركة الألمانية عن بعض الملامح المستقبلية الأولى لمقصورة السيارة بأحد موديلات i القادمة، التي تعتمد على الطاقة الكهربائية وسيتم تجهيزها بنظام القيادة الآلية لأول مرة.
وداعا للوحة العدادات التقليدية!
وأوضحت الشركة الألمانية أن نظام الاستعمال في مقصورة السيارة يحمل الاسم i Inside Future ولا يشتمل على لوحة العدادات التقليدية ولا يوجد به المفاتيح والأزرار المعتادة وكل ما يتعين على قائد السيارة مشاهدته سيظهر له حسب موقف القيادة على شاشة Head Up أو على شاشة متحركة تشغل لوحة القيادة بأكملها.. وسيتمكن قائد السيارة من استعمال الوظائف المختلفة عن طريق نظام HoloActive Touch، وهو عبارة عن نظام إسقاط ضوئي ثلاثي الأبعاد للأزرار والمفاتيح، والتي يمكن تحديدها أيضا عن طريق الإيماءات.
رسومات ثلاثية الأبعاد
ومن جانبها، استعرضت شركة فولكس فاجن تطوير أحد النماذج الاختبارية الجديدة، التي تهدف من خلاله إلى تسهيل مهمة متابعة ما يدور حول السيارة من خلال التحكم في المحتويات، التي تظهر في مجال رؤية السائق عن طريق الرسومات ثلاثية الأبعاد 3D وتقنيات الواقع المعزز على شاشة Head Up.
ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت الشركة الألمانية على اثنين من الشاشات المتداخلة للحصول على الرسومات ذات التأثير ثلاثي الأبعاد، مع كاميرا لرصد اتجاه رؤية السائق، وبالتالي يتم التحكم في المحتويات المعروضة، بحيث تقتصر عملية العرض على المحتويات، التي تظهر في الاتجاه الحالي لرؤية السائق فقط.
وكي لا يبتعد السائق بناظريه عن متابعة أحوال الطريق كثيرا، فإن مقصورة سيارات فولكس فاجن المستقبلية ستأتي مزودة بشاشة Head Up متطورة، يتم عليها إظهار المحتويات المناسبة لموقف القيادة الحالي، ومنها على سبيل المثال إرشادات مسافة الأمان مع المركبات، التي تسير في الأمام، علاوة على أن أسهم الملاحة ستشير إلى الاتجاه المعني مباشرة.
وبالنسبة للشركات المغذية لصناعة السيارات مثل بوش أو كونتيننتال أو باناسونيك، فإنه تم إسقاط العديد من المفاتيح، وذلك بفضل المستشعرات، التي تسجل القياسات الحيوية لقائد السيارة للقيام بضبط المقاعد أو المرايا، أو شاشة العرض بشكل أوتوماتيكي. وقد انتهجت تويوتا سهولة الاستخدام عبر مساعد رقمي، يعمل في اختبارية الشركة اليابانية عبر النداء.
ويؤكد خبراء السيارات أن المستقبل يولي المزيد من الاهتمام بكيفية استخدام محتوى الملتيميديا في السيارة، وكيفية وموضع الجلوس، وما يشعر به الراكب.. وفي الحقيقة تعترف جميع شركات الانتاج بأنها تحتاج إلى بعض الوقت، حتى تجعل أنظمة المساعدة والقيادة الآلية من قائد السيارة مجرد راكب عادي.
اتصالات شبكية
وبجانب القيادة الآلية وأنظمة الاستخدام الحديثة حددت تقنيات الاتصالات الشبكية جدول الأعمال في لاس فيجاس بشكل خاص. وقال أولا كيلينيوس، رئيس قسم التطوير بشركة دايملر الألمانية، إن السيارة ينظر إليها على أنها نقطة تلاقي ما يعرف “بإنترنت الأشياء”؛ حيث لا يقتصر اتصالها على السيارات الأخرى والبنية التحتية للنقل فقط، بل مع كل شيء وكل شخص لتكون بذلك جزء من العالم الرقمي.. ومن التقنيات، التي تم تسليط الضوء عليها في المعرض، التحكم بالمنازل الذكية من السيارة؛ حيث كشفت فولكس فاجن عن كيفية التحكم أثناء السير وعبر مساعد رقمي بإيقاف تدفئة المكتب. وكشفت بوش عن شاشة بالمقصورة الداخلية لتحذير قائد السيارة من النوافذ المفتوحة في المنزل بفعل العواصف.
وقد أظهرت هيونداي إلى أي مدى وصل الربط الشبكي للسيارات والدمج مع العالم المعيشي؛ ففي حين اهتمت فولكس فاجن ومرسيدس وتويوتا بالربط مع العالم الخارجي بشكل إلكتروني فقط، فإن المنزل والسيارة لدى الشركة الكورية الجنوبية يتطوران فيزيائيا معا؛ حيث تتحول السيارة إلى غرفة معيشة، ويتحول مقعد قائد السيارة إلى مقعد استرخاء، والعكس صحيح.