كيف يعمل نظام الثبات الالكترونى ( ESP ) ؟
إذا أردت أن تعلم كيف يعمل هذا نظام الثبات الالكترونى ( ESP ) على إعادة سيطرة السائق على السيارة ، عليك أولا أن تتخيل سيناريو يمكن لهذا النظام أن ينقذ فيه ركاب سيارة مسرعة فقد سائقها السيطرة عليها .
البداية على طريق زلق وسيارة تسير على سرعة متوسطة ما بين 80 ـ 100 كم فى الساعة ، منعطف يغطيه الأشجار على الجانبين ولا يرى السائق ما داخل المنعطف ، وفجأة وفى منتصف المنعطف يجد السائق سيارة متعطلة على الطريق أمامه ، فيغير اتجاه سيارته من الانعطاف لليمين إلى اليسار لتفادى السيارة المتعطلة وبرد فعل سريع ، فيجد مؤخرة سيارته قد انحرفت عن المسار وأصبحت سيارته تواجه حافة الطريق ولا استجابة للمقود فى يديه .
ومن هنا يفترق السيناريو إلى طريقين ، طريق لا يوجد فيه نظام الثبات الالكترونى وتعتمد فيه فرص النجاة على مهارة السائق بشكل كلى ، وهى مهارة يجب أن تكون مرتفعة للغاية للتصرف فى مثل تلك الحالات ، وتظل فرص النجاة من فقد السيطرة على السيارة ضئيلة للغاية .
والسيناريو الآخر هو تدخل نظام الثبات الالكترونى لإعادة السيطرة على السيارة ، حيث تعمل فى تلك اللحظات الكثير من مستشعرات الحركة على قراءة عشرات البيانات مئات المرات فى الثانية الواحدة ، لترسلها إلى وحدة تحكم منفصلة خاصة بنظام الثبات الالكترونى ، لتحللها وتتخذ القرار فى أجزاء من الألف من الثانية .
فالنظام يتعرف على سرعة كل عجلة على حدة ، وسرعة دوران المحرك ، والسرعة المعشقة فى ناقل الحركة ، واتجاه العجلات الأمامية ، واتجاه سير جسد السيارة بشكل عام ، وحساب قوى الطرد المركزية المؤثرة على جسد السيارة اثر تغيير اتجاهها بشكل مفاجئ ، والكثير من المعطيات الأخرى ليواجه الموقف القائم .
هنا يتم دراسة الخيارات من قبل النظام لتحديد الخطة المناسبة لإعادة السيطرة على جسد السيارة وتوجيهه حيث تتجه العجلات ، فلدى النظام القدرة على كبح اى من العجلات بالمقدار المناسب ، ويمكن للنظام كذلك إرسال أو قطع القوة عن اى من العجلات أو المحاور ( حسب منظومة الدفع فى السيارة ) ، ويمكن للنظام كذلك زيادة أو الحد من سرعة المحرك .
وعبر تلك الأدوات يمكن للنظام أن يعيد السيطرة من جديد إلى السائق بمقاومة اندفاع السيارة خارج الطريق بقوى عكسية تعيدها إلى مسارها مرة أخرى .
ما مدى أهمية النظام ؟
يعد النظام فعالاً فى الكثير من المواقف التى يتعرض لها سائقى السيارات يومياً ، بداية من القيادة العادية على الأسطح الجافة والتى يمكن أن تفقد فيها السيطرة على السيارة اثر مرورها على سائل أو سطح زلق ، أو حتى انزلاقها اثر الانعطاف أو المناورة على سرعة من متوسطة إلى مرتفعة ، أيضا فى حالة القيادة على سطح زلق أو مبلل ، أو محاولة صعود مرتفع زلق ، أو القيادة الرياضية العنيفة والتى يمكن لنظام الثبات الالكترونى أن يحسن من أداء السيارة خلالها خاصة فى حالات ضعف الخبرة لدى السائق .
فعلى مدار سنوات أنقذ نظام الثبات الالكترونى الملايين من البشر حول العالم ، وتدخل لحمايتهم حتى قبل أن يعلم السائق انه على وشك فقدان السيطرة .
ففى دراسة أجريت بالولايات المتحدة ، أكدت هيئة سلامة الطرق الأمريكية المهتمة بأبحاث الأمان ، أن نظام الثبات الالكترونى قد ساهم فى الحد من الحوادث بنسبة تصل إلى 43% ، إضافة إلى 56% من الحوادث الفردية ، و من 77% إلى 80% من حوادث انقلاب السيارات .
ولهذا يعد نظام الثبات الالكترونى احد أهم وأكثر أنظمة الأمان فعالية اليوم ، وتسعى كافة الدول إلى تعميم استخدامه على كافة السيارات فى المستقبل القريب ، ولكن عليك أن تتذكر أن نظام الثبات الالكترونى ما هو إلا نظام مساعد يحاول الالتفاف على قواعد الطبيعة ليعيد سيارتك إلى مسارها ، وقد تنجح المهمة وقد تفشل ، ولا يبقى إلا القيادة فى الحدود الآمنة والالتزام بالسرعة القصوى لضمان الوصول سالماً ، فلا يمكن لنظام أيا كان مستوى تطوره أن يمنع قدر الخالق .